الآلية الحكومية للموافقة على التمويل الأجنبي – تحديات وحلول
18 أبريل، 2022أول مؤسسة في العالم العربي..شبكة الإعلام المجتمعي تحصل على شهادة عالمية في المصداقية
26 أبريل، 2022حولت غادة جريويش ( أم لأربعة أبناء) إصابة ابنها بمرض سكري الأطفال إلى دافع حفزها للعودة إلى عملها بمشروع ريادي تحقق بطلب من ابنها لتعمل مجدداً بالطبخ من مطبخها، الا أنها هذه المرة قدمت ما سيتشارك به ابنها مع آخرين من أطعمة مخصصة لمرضى السكري خالية من السكر.
تستطيع من خلال الحديث مع غادة أن تشعر بشغف أم تركت خوفها وراءها وأخذت تقدم النصائح لهذه الفئة من مرضى السكري خاصة الأطفال من خلال تجهيز منتجات صحية مكونة من المربى الخالي من السكر والشوكولاتة الداكنة والوجبات الصحية خاصة للأطفال .
جريويش كسرت ثقافة العيب عندما أصرت على تلقي تدريباً تحت عنوان “سلامة المرأة في بيئة العمل”، أحد مشاريع المشاركة الشبابية والتشغيل الذي يعمل عليه مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والرقمية والذي ضم قصص نجاح.
تنضم جريويش إلى 18 إمراة وقفن على خشبة المسرح لأول مرة، وبإصرار إمرأة قوية ، شحذن هممهن بعد أن اتعبتهن ظروف الحياة، ليتحدثن عن مسار طويل لمشاريع صغيرة غيرت حياتهن ليصبحن سيدات رياديات بأعمالهن.
شغف غادة صاحبة “مطبخ الين الانتاجي” التي تعلمت أولى دروسها على نفس” طبخ والدتها، التي تعلق عليه “بطبخ على طريقة أمي وبنفسها”.
تروي تلك السيدة التي غادرت فلسطين وهي لم تكمل تعليمها الجامعي وقد حصلت على شهادة الثانوية العامة فقط صدمة عمرها على حد قولها عندما أبلغها الأطباء بإصابة ابنها بمرض السكري الذي رفضت تصديقه بداية ليتحول مرض ابنها لاحقاً إلى دافع قوي لتطوير مشروع حاضر ومنفذ من قبلها وبمساعدة من عائلتها .
تقول غادة لـ “همم ” وهي تتحدث عن نفسها على خشبة المسرح “انصعقت فكل ما أعرفه عن المرض هو أن مريض السكري فقط يتم قطع رجليه ويموت… ولا يستطيع الزواج.. بت أكثر إصراراً وتحدياً رغم ما أعانية من فوبيا حقن الأبر”.
هزم الخوف غادة بداية عند إبلاغها بمرض ابنها، إذ أن ما مرت به من تعب نفسي أجبرها على التوقف قرابة 10 سنوات عن العمل في مطبخها الإنتاجي، وقالت عند روايتها لقصتها أمام 100 شخص من الحضور للعرض المسرحي إنها لم تقدم “أي نوع من الحلويات مراعاة لشعور ابنها، التحقت بجمعية مرضى السكري، فتبدل الحال إذ بدأ ذلك واضحاً على شخصيتها وشخصية ابنها.”
أطلق أول عرض مسرحي في ( ان سي سي ايه ) واستعرضت المشاركات تجاربهن قبل خوض غمار المشاريع الصغيرة وبعد نجاحهن الذي تحقق بعد معاناة، لم تكن عمان وحدها من احتضنت تلك السيدات بل جالت عروض أخرى في المحافظات المستهدفة (الكرك، مأدبا، السلط، الطفيلة) وشاركت في كل من هذه العروض الأربعة خمس سيدات..
بالعودة إلى غادة التي أعادت خلال عرضها سؤالا طرحه القائمون على جمعية السكري على ابنها عما سيكون عليه مستقبلا فكان الرد غير المتوقع من إبنها هو بداية إنطلاقة مشروعها الريادي الذي مستذكرة قول ابنها “لا أريد أن اصبح لا مهندس ولا طبيب أريد أن يكون لدي سوبرماركت خاص بي ولمرضى السكري لكي أخفف من أعراض ومضاعفات مرض السكري على المصابين بالسكري.”
راقت لغادة الشغوفة بالطبخ فكرة وهي أن تحقق حلم إبنها، وانطلقت العمل على مشروعها الإنتاجي من داخل مطبخ منزلها بتصنيع مربيات خالية من السكر وشوكولا سوداء صحية ووجبات صحية تقول غادة “تحديت نفسي وقمت بترخيص مشروعي الخاص والتحقت بدورات ريادة مشاريع كما حصلت على تمويل من إحدى المنظمات لتمويل مشروعي “.
استرسلت السيدة غادة وهي تروي قصتها “أول انتاجي كان طبق يالنجي بقيمة 20 دينار وبعدها اعتدت على الاشتراك بالبازارات والمعارض”، وما حفز عائلتها استضافاتها على شاشات التلفاز لتحكي حكاية إمراة دفعها مرض ابنها لتطوير مشروع ريادي لمساعدة الكثيرين من مرضى السكري وخاصة الأطفال .منهم ليصبح بإمكانهم تذوق ما يمنعوا عن أكله
وعن تجربتها تقول بكل قوة “دربت سيدات على صناعة المخللات لمرضى الضغط وكنت فخورة بهم عند حديثهم عن نجاحاتهن .
واليوم، تضيف غادة بقولها ” لا أخجل من القول كنت اشتغل مرافقة باص.. لا أخجل فقد كنت اجمع المال من أجل شراء مضخة انسولين لإبني وهي بنكرياس اصطناعي” لمرضى السكري تخفف عنهم معاناة وخز الحقن خاصة الأطفال.
وتضيف تركت العمل بسبب الحمل ب “إبنتي” الين، وانفقت من مشروعي الإنتاجي على تعليم أبنائي في الجامعات وابنتي الصغيرة الين في المدرسة وأسميت مشروعي بإسمها.
تحلم غادة بفتح مطعم خاص بمرضى السكري والأمراض المزمنة والسرطان وتأمل بتلقي الدعم لمشروعها القادم ملتزمة بتشغيل الشباب العاطلين عن العمل وهذا ما أرادته من مشاركتها بمشروع تشغيل الشباب.
من بيوتهن استطعن أن يحققن هدفهن بإيجاد عمل لائق من خلال مشاريع صغيرة، هذا ما طمح إليه مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية عند تنفيذ احدمشاريعه الداعمه للمراة خاصة العاملات من منازلهن وفق ما علقت عليه مرح عباس مساعدة مدير المشاريع حول سلامة المرأة في بيئة العمل في مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والرقمية.
وقالت عباس لـ “همم ” إن مشروع المشاركة الشبابية والتشغيل الهدف منه توجيه ودعم الشباب والشابات في سوق العمل من خلال تعريف الشباب والشابات على أهمية التوجه إلى التدريب المهني وتعريفهم ببيئة العمل اللائقة، على أن يكون ضمن مكون رواية القصص الهدف تمثل في عرض قصص نجاح لسيدات قمن بالدخول إلى سوق العمل عن طريق تنميتهن لمهارات ملكنها ومشاريع صغيرة من خلالها اصبحن رائدات بأعمالهن.
وأشارت مرح إلى تدريب 18 سيدة من مختلف المحافظات على رواية القصص حيث تم عقد 12 جلسة تدريب في محافظتي الكرك والسلط لتديب السيدات في هذه الجلسات على كيفية الحديث عن تجاربهن الشخصية التي بدأنها معاناة وانتهين إلى مشاريع شخصية ناجحة تجنين منها الربح وتحقق لهن السعادة.
ورغم ما تحققه المرأة من نجاح في بعض القطاعات إلا أن هناك فئة ما زالت تعاني وفق دراسة نشرها مركز الفينيق الذي عمل ضمن تحالف مؤسسات المجتمع المدني “همم” على نشر نتائج دراسة بعنوان “سلامة المرأة في العمل”.
و أظهرت وجود علاقة بين تدني أجور النساء في العمل وصحتهن الجسدية، حيث تحرم معظم النساء من التأمين الصحي والحمايات الاجتماعية في حال تقاضيهن أجوراً تنخفض عن الحد الأدنى المحدد بـ260 دينارا .ً
وقدرت الدراسة أنّ أكثر من 46% من عينة الدراسة التي تجاوز 380 امرأة عاملة في محافظات (الطفيلة، مأدبا، الكرك، معان) يحصلن أجراً ينخفض عن الحد الأدنى للأجور، في حين أنّ 50% من عينة الدراسة ليس لديهن تأمين صحي و 36.6% غير مؤمن عليهن في الضمان الاجتماعيّ.
وأظهرت الدراسة أن أكثر من نص العاملات معرّضات لإصابات عمل على اختلاف الخطورة، لعدم توفر أدوات سلامة وصحة مهنية .
كما أظهرت أنّ الحقوق المالية كالقروض وصناديق الإدخار لا تطبق إلّا على 13% من العينة، ما سيؤدي إلى غياب تمكينهن الاقتصادي والاجتماعي، ناهيك عن تأثر صحتهن نتيجة غياب التأمين الصحي وارتفاع تكاليف العلاج بالنسبة لرواتبهن.
وبينت الدراسة أن من العوامل التي تزيد العنف ضد النساء، صورة المرأة الضعيفة في سوق العمل، وعدم تقلدها المناصب القيادية في المؤسسات رغم أنّ أكثر من 13% من النساء العاملات يرأسن أسرهن ويعتبرن المنفق الأول على أكثر من 300 ألف أسرة.