مراقبون: تشريعات ونقابات وراء تراجع الحركة العمالية الأردنية
1 يوليو، 202245 ألف طفل يعملون بمهن خطرة
2 يوليو، 2022المشروع ينفذ في تسع دول عربية
تبلغ أعمار نصف سكان الكرة الأرضية البالغ عددهم 7,5 مليار شخص، أقل من 30 عاماً.
وترتفع هذه النسبة إلى 60 بالمئة في بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وفي جميع أنحاء العالم، يطمح هذا الجيل إلى إرساء نموذج مجتمع وحوكمة جديد، يكون أكثر شمولاً وعدلاً واستدامةً.
يدعم مشروع “سفير” أكثر من ألف شاب وشابة في مشاريعهم عن طريق تزويدهم بوسائل العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والمشاركة في التغيير بطريقة مؤثرة. كما أنه يشجع إدماج هؤلاء الشباب والشابات في فضاء المواطنة والمجال الاقتصادي ويركز على تطوير مشاريعهم، في جانب آخر.
يقترح “سفير”، (أحد مشاريع مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية، وهو من بين 11 مؤسسة من أعضاء هيئة تنسيق مؤسسات المجتمع المدني “همم”) على المترشحين دورات تدريبية من أجل تعزيز فهمهم في أهداف التنمية المستدامة وخطة 2030 التي أقرتها الأمم المتحدة عام 2015 من أجل “أن لا يترك أحد خلف الركب”.
المهندس أحمد بالي ناشط شبابي، يسعى لخدمة مجتمعه في قطاع البيئة والتغير المناخي، يقول لـ”همم” إنه شارك في برنامج سفير الذي يركز على أهداف التنمية المستدامة 2030 وتدرب على حملات المناصرة وتعرف إلى أهداف التنمية المستدامة.
في بداية عمل البرنامج جرى اختيار أحمد وعدد من الشباب من بين عدد كبير من المتقدمين للمشاركة فيه، و”تأهلنا لبدء البرنامج مع مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية الذي يشرف على تنفيذ مشروع سفير”.
ويقول أحمد أن برنامج سفير يشمل تسع دول، منها: الأردن وفلسطين ولبنان والمغرب، ودول أخرى .
ويشير إلى أن المشروع سعى للاستفادة من تنوع معارف وتخصصات وخبرات الشباب المشاركين، كلٌّ في مجاله، لإغناء مشاركة الجميع.
ويتابع بالقول: بدأنا التدريب بشهر أيلول 2021 “أون لاين” بسبب جائحة كورونا. وبدأنا بالتعرف على أهداف التنمية المستدامة بشكل عام وأهداف الألفية والتسلسل في التعريف بالأهداف قبل إقرارها وبعد إقرارها، ومدى أهميتها.
أهداف التنمية تمثل أبعادها الخمس: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية وتتضمن 17 هدفاً.
ويبين أن مركز الفينيق ركز خلال التدريب على أهداف التنمية والغايات منها بشكل موسع، وبعد ذلك ركزت الجلسات على التدريب على تنفيذ حملات المناصرة والآليات التي تستخدم لتنفيذ حملات تمكين ومناصرة لتغيير رأي الشارع.
ويوضح أحمد أنه نتيجة للتميز في المشاركة والأنشطة والتدريبات “تم ترشيحي وزميلة أخرى للمشاركة في منتدى الشباب العربي في بيروت وبمشاركة 40 شاباً وشابة من مختلف الدول المشاركة في دورتين متابعتين في آذار الماضي”.
الدورة الأولى عقدت بالتعاون بين “سفير” شبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية، والأخرى بالتعاون مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا “إسكوا”. وجرى خلالهما تحديد الأولويات ومناقشة أهداف أجندة الألفية والتدرب على تنفيذ حملات المناصرة وكسب الدعم.
وعن تجربته في هاتين الدورتين يقول أحمد: تحدثت أمام الجمهور، وكان هناك تدفق في المعلومات حول أهداف التنمية والحقوق بشكل عام، وبدأت بعمل شراكات مع منظمات في المغرب العربي وإضافة كبيرة في تطوير الأفكار والاختلاط بثقافات كثيرة ومتنوعة.
المشاركة الأخرى في برنامج سفير هي الشابة حنين سرور (27 عاماً)، تعمل معلمة لغة الإنجليزي، مهتمة بالأعمال التطوعية والمشاركة في نشاطات مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في كل ما له علاقة بتحسين وتطوير الفرد بشكل عام وتحسين بيئة التعليم في الأردن.
تقول حنين إنها بعد تعبئة الاستمارة الخاصة بمشروع سفير، “تم إبلاغي من قبل مركز الفينيق بالموافقة على قبولي، في الجلسات التدريبية الخاصة بأهداف التنمية المستدامة، ضمن مجموعة تضم شباناً وشابات أردنيين، بداية بجلسات عبر خاصية التواصل المرئي ومن ثم جلسات وجاهية.
وجرى التدريب من خلال جلسات تواصل عملية، لتبادل الأفكار والحلول التي قد نتعرض لها بعد سلسلة من الجلسات امتدت قرابة 5 أشهر.
اختيرت حنين وزميلها أحمد للمشاركة في منتدى الشباب العربي في بيروت لتمثيل الأردن واستطعنا تسليط الضوءعلى التنمية العربية بشكل عام وتحديد المشاكل والعقبات التي تواجه الشباب، اقتراح حلول ومعالجات وبخاصة أنه كان هناك الكثير من الآراء ووجهات النظر المتنوعة لدى الشباب والشابات من الدول المشاركة.
وعرض المنتدى للتغيرات السياسية في المنطقة العربية وأثرها على مستويات التنمية في الوطن العربي، والتعارف بين الشباب والمنظمات المشاركة والتعرف إلى المفاهيم الأساسية كالتعريف بالتنمية المستدامة والمناصرة .
وجرى تحديد التحديات التي تعاني منها الدول العربية والإقليم كاملاً، التي تواجه التنمية في بلدان المشاركين .
وتلفت حنين إلى أن المنتدى وفر فرصة قيّمة للتعرف على ثقافات الشباب العرب من مختلف الأقطار المشاركة والتجارب والخبرات المتنوعة لدى كل منهم .
مدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية أحمد عوض قال إن أجندة أهداف التنمية المستدامة اعتُمدت من قبل الأمم المتحدة، وأقرت عام 2015 وصادق الأردن عليها مثلما صادقت عليها كل الدول الأعضاء في المنظمة الأممية، واعتبرت أهداف التنمية العالمية حتى عام 2030
وكمنظمات مجتمع مدني وشبكات عالمية، قال عوض: نحن نتعامل مع هذه الأجندات كأداة دفاع ونعمل عليها لإقناع الحكومات من أجل العمل عليها لصالح المجتمع، والكثير من أهداف التنمية المستدامة والأهداف العالمية تتعامل معها الحكومات كمتطلب للمنظمات الدولية، لكنها لا تنعكس على أمر الواقع، ولا نجد لها أثراً على حياة الناس .
ويؤكد أن مؤسسات المجتمع المدني تتعامل مع أهداف التنمية المستدامة وأجندة 2030 وتسعى لإعطائها البعد الحقوقي ومساهمتها في تعزيزحالة حقوق الإنسان، لذلك عملنا في الشبكة العربية مع شركائنا في العالم على مشروع “سفير”، الذي يهدف إلى الوصول إلى جيل واع من الشباب في المنطقة (الأردن من بين 9 دول)، يقدم لهم دورات في أهداف التنمية المستدامة وعمل مقاربات بين أولويات الدول.
وحول آلية تنفيذ المشروع يقول، نديم عبد الصمد، منسق المشروع، “يقسم المشروع الى مرحلتين، المرحلة الأولى تمتد من أيلول وحتى شباط 2021-2022، وكل مرحلة مقسمة إلى قسمين تدريب حول أهداف التنمية المستدامة، والقسم الآخر المناصرة، ومن ثم يعمل كل مشارك على اختيار أي من المنظمات الـ 22 المشاركة تحت مشروع سفير في 9 بلدان من شمال أفريقيا والشرق الأوسط (الأردن، مصر، لبنان، فلسطين، تونس، المغرب، ليبيا، الجزائر وسوريا).
ويضيف أن كل مشارك يحظى بـ 10 ساعات تدريبية من خلال مدربين مؤهلين عبر تقنية المرئي ومن الدول المشاركة في المشروع، وقد شارك في المرحلة الأولى 13 شاباً وشابة من الأردن.
أما المرحلة الثانية فتبدأ في تشرين أول 2022، كذلك مقسمة إلى قسمين، وسيشارك بها من الأردن قرابة 20 مشارك.
يقول عبد الصمد إن المشروع يركز على التعريف بحقوق العمال والحمايات الاجتماعية والحق في العمل والحق في التأمين الصحي، والكثير من الحقوق المتعلقة بالعمال وبخاصة الشباب والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة.
ويلفت إلى أن المشروع لا يختار فقط شباب وشابات من عمّان، وإنما يمتد إلى المناطق النائية. وشارك في المشروع العشرات من المحافظات والأطراف.
من جانبها تقول جنى عبابنة، مدربة في المشروع من مركز الفينيق إنه يتم التركيز على محورَي التنمية المستدامة وأهدافها والمناصرة والمدافعة وإدماج الشباب بالمجتمع المحلي، “فالمشروع يهدف إلى خلق فرصة لهؤلاء الشباب والشابات بالريادية الاجتماعية، يقدم كل منهم من خلالها فكرة مشروع يخدم به مجتمعه”.
وتلفت إلى أن اختيار المشاركين يجري وفق معايير متفق عليها وساهم المركز بتطويرها وتطبيقها، وكان يتم اختيار المشاركين من خلال الإجابة ومدى اهتمامهم بالتنمية المستدامة ومدى مشاركتهم ومساهمتهم في المجتمع المدني.