مشروع “تقييم العوائق القانونية” ييسّر إدارة المنظمات المجتمعية الأردنية
13 يوليو، 2022“همم” تدين التصعيد والتوقيف المسبق في قضية المركز الوطني لحقوق الإنسان
23 يوليو، 2022بدأت أم فراس ( اسم مستعار) حياتها من جديد بعد أن فقدت الأمل، وهي الزوجة والأم لخمسة أطفال، عندما طرقت باب جمعية النساء العربيات فرع اربد، لتجد الملاذ الأمن لها كضحية عنف أسري من قبل والدها ، وتخلي عدداً من أطراف عائلتها عنها،عندما وقعت ضحية لـ “افتراء ” خيانة زوجية.
تبدل الحال بعد أن تلقت سلسلة من الدعم النفسي والإرشاد الأسري حتى العلاج جراء تعرضها لضربة على الرأس خلال تعنيفها من قبل والدها ، الذي ترك غضبه كـ ” السوط ” ضربة وراء ضربة ، لم يأبه لحالها أوحتى خوف أطفالها، حتى أن إحدى أطفالها أصيبت بتبول لا إرادي.
تقول أم فراس لـ “همم ” التي عرفت عن قصتها وإصرارها على مساعدتها ” أبلغ من العمر38 عاماً متزوجة ، بسبب مشكلة عائلية مع عائلة زوجي، دفعت بوالدي إلى ضربي، لم يكن ضرباً عادياً ، اتهمت بخيانة زوجها ، والدي فقطلا يتكلم معي بينما باقي عائلتي تقف إالى جانبي “.
تقول المرشدة النفسية فاطمة الحايك لـ ” همم ” إن أم فراس جاءت إلى الجمعية تشكي من تأثير العنف الواقع عليها من قبل والدها، بسبب شكوك أدت إلى حدوث خلافات زوجية وتدخل العائلة.
أم فراس كانت قد حضرت بعد نصيحة إحدى الجارات لها بانها ستحظى بدعم نفسي واستشارة قانونية .
أحيلت أم فراس للعلاج وتقديم السماعدة الصحية لإحدى المنظمة الطبية ، كما وحصلت على مبلغ مالي، وحدد موعداً لإجراء صورة رنين مغناطيسي للدماغ فورحصولها على المساعدة وفق ما أشارت إليه الحايك “هم شركاءنا بالخدمات وحصلت على العلاج اللازم وتم تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني لإم فراس .
تقول الحايك تم وضع خطة لإم فراس بدءاً بمراجعة الوضع الصحي، حيث أنها بحاجة لصورة رنين مغناطيسي للدماغ لأنها دائمة الشكوى من الصداع.
تحويلها لإحدى المنظمات التي تعنى بالمساعدات المادية لحالات العنف وعمل خطة معها من خلالهم وإعطاءها مبلغ يشمل تكاليف الصورة والتحاليل.
كما عمل الفريق المعني بوضع أم فراس على رفع الثقة بالنفس وتعزيزها، ووضع خطة أمان إذا تعرضت لمواقف مشابهة (إلى من تلجأ) تحويلها للاستشارات القانونية بعد المتابعة كانت النتيجة
اليوم، أصبحت أم فراس أكثر جرأة للدفاع عن نفسها، ومواجهة الأشخاص بأي تصرفات أو كلام عنها، مراجعة الطبيب ومتابعة وضعها والاطمئنان على صحتها وإجراء اللازم وفقا لتشخيص الطبيب، معرفة حقوقها وما هي الإجراءات القانونية التي تحميها وتحمي حقوقها ومتى تلجأ للقانون، وإيجاد شخص داعم لها في حياتها.
عمل الفريق من خلال الجلسات وتبادل الحديث مع الزوج والعائلة إلى إعادة الثقة مع الزوج بالدليل والبرهان والجرأة في الدفاع عن نفسها.
حولت ابنة أم فراس ذات السنوات الخمس إلى طبيب نفسي لمساعدتها على التخلص من التبول اللإرادي بسبب خوفها من مشاهدة ضرب جدها لوالدتها.
ذاع صيت مشروع مشاركة النساء في تقديم خدمات للنساء المعنفات، وإدماج النوع الاجتماعي في جميع برامج الاستجابة للمجتمعات الأقل حظاً، كباقي المشاريع التي تعمل جمعية النساء العربيات (إحدى أعضاء هيئة تنسيق مؤسسات المجتمع المدني “همم”) مع شركاء لها من خلال الجولات الميدانية ومواقع التواصل الاجتماعي وجلسات التوعية التي تقدمها الجمعية.
قالت منسقة مشاريع في الجمعية دانيا موسى إن المشروع ممول من قبل صندوق الأمم المتحدة الاستئماني لإنهاء العنف ضد المرأة ،ومدة المشروع: 15/08/2021 – 14/08/2024
وأشارت إلى أن الهدف العام للمشروع هو “المساهمة في القضاء على العنف الجنسي / العنف القائم على النوع الاجتماعي والعنف المنزلي الذي تفاقم بسبب COVID-19 لمواجهة عدم المساواة بين الجنسين المضمنة في الأعراف الاجتماعية الحالية”.
يستهدف هذا المشروع بشكل أساسي اللاجئات السوريات والأردنيات المستضعفات في المجتمعات المضيفة في محافظتي المفرق وإربد.
الموسى، أوضحت لـ “همم” أن أهم التغييرات التي ستحدث لصالح النساء والفتيات نتيجة تنفيذ المشروع في تحسين آليات الحماية الاجتماعية والوقاية كاستجابة للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي والعنف العائلي أثناء وبعد جائحة COVID-19، وتحسين قدرة قادة المجتمع وأعضاء المنظمات المجتمعية والنساء والفتيات والرجال والفتيان على الاستجابة للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي والعنف المنزلي، والمطالبة بتنفيذ قانون الحماية الأردني من في الأردن… إمرأة من بين كل 4 نساء متزوجات تعرضت للعنف الجسدي أو الجنسي أو العاطفي (25.9% منهن).
وأكدت نتائج مسح السكان والصحة الأسرية 2017-2018 على أن 25.9% من الزوجات اللاتي أعمارهن ما بين 15-49 عاماً تعرضن لعنف جسدي أو جنسي أو عاطفي من قبل أزواجهن، في مقابل تعرض 1.4% من الازواج الذين أعمارهم ما بين 15-59 عاماً للعنف الجسدي من قبل زوجاتهن.
وأفادت 42.7% من الأرامل والمطلقات والمنفصلات بأنه سبق وأن تعرضن للعنف العاطفي، و 42.3% منهن تعرضن للعنف الجسدي، و 13.6% تعرضن للعنف الجنسي. وبشكل عام فقد أفادت 51% منهن بتعرضهن لأحد اشكال العنف أو أكثر.
19% فقط من المتزوجات المعنفات جسدياً أو جنسياً من قبل أزواجهن طلبنا المساعدة و 3% منهن قدمن شكاوى.
كما أظهرت النتائج بأن إمرأة واحدة من بين كل خمس متزوجات تطلب المساعدة عند تعرضها لأي شكل من أشكال العنف من قبل زوجها (19% فقط من المتزوجات اللاتي أعمارهن ما بين 15-49 عاماً)، وبحسب نوع العنف الممارس فإن 8% فقط من المتزوجات يطلبن المساعدة عند تعرضهن للعنف الجنسي فقط، و 17% يطلبن المساعدة عند تعرضهن للعنف الجسدي فقط، فيما ترتفع نسبة المتزوجات اللاتي يطلبن المساعدة الى 30% عند تعرضهن للعنف الجسدي والجنسي معاً.