ضحايا التنمر الإلكتروني بين الموت والنجاة
6 يونيو، 2022همم: المساعدة القانونية التي تقدمها مؤسسات المجتمع المدني طريق الناس للعدالة
6 يونيو، 2022عادة ما يطرح تساؤلاً بين الشباب “ماذا تريد أن تصبح مستقبلاً ؟”، وواقع الأمر يفرض على فئة من الشباب توارث مهنة والديه كالطبيب والمهندس والمحامي وغيرها من المهن الأكاديمية.
“أنا أريد أن أصبح مديراً” فهي الوظيفة الأكثر شيوعاً التي يحلم بها أي خريج جامعي أو طالب مدرسة على مقعد الدراسة، وهذا ما يتوافق عليه مدير مركزالفينيق للدراسات الاقتصادية أحمد عوض، ومدربة المهارات الحياتية العنود أبو حمور حيث يبتعد الطالب عند اختياره للتعليم المهني.
لا يبدي كثير من الشباب رغبة بالتعليم المهني، إذ يفضل الأكاديمي عليه على الرغم من ارتفاع معدلات البطالة بين خريجي الجامعات، والتي بلغت وفق دائرة الإحصاءات العامة 22.1% للربع الأول من عام 2020 بين حملة الشهادات الجامعية ممن يحملون مؤهل بكالوريوس فأعلى.
وفي المقابل، شجع مركز الفينيق الكثير من الفئات الشبابية والأهل على تغيير خيارات التعليم والاهتمام بالتعليم المهني أكثر.
العنود أبو حيمور وهي حاصلة على مؤهل ماجستير في المحاسبة إلا أنها تعتمد على عملها الخاص كمدربة مهارات حياتية، من بين عدد من المشاركات اللاتي حظين بفرصة الالتحاق بورشات توعوية حول أهمية التدريب االمهني والتقني، وطرق اختيار التخصصات العملية والمهنية الأمر الذي تعتبره غير مسارها المهني للأفضل.
تقول أبو حمور لـ “همم” تدربنا من خلال ورشات العمل التي التحقن بها على كيفية وضع خطط مستقبلية للتعليم، ومحاولة السعي لإيجاد مسار وظيفي أفضل لمن هم على مقاعد الدراسة.
وتعرف أبو حمور من واقع تجربتها عن نفسها كمدربة مهارات حياتية، لديها رسالة وهدف تنقلها للأشخاص التي تقدم لهم تدريباً على تحسين الواقع الحياتي والمعيشي، لتنقل تجربتها الشخصية التي تعلمتها من خلال مشاركتها بالورشات، وحمل لرسالة أصبحت جزءاً من تدريبها الا وهي (كيفية اختيار الشخص للتخصص المناسب له، وكيفية التوجه للحكومة وليس فقط الوظيفة الحكومية وإنما بصقل المهارات).
وفصّلت أبو حمور ذلك إذ ليس من الضروري التوجه للعمل المكتبي، فهناك من يملك مهارات مكتسبه ويمكن العمل عليها بتغيير مساره الوظيفي، وقد ينجح ويتفوق بالعمل المهني أكثر من الوظيفي.
وقالت رغم حصولي على مؤهل ماجستير محاسبة إلا أني لا أعمل بها لعدم توفر فرص عمل، بالعكس اعتمدت على مهارة لدي وأقدم نفسي من خلالها كمدربة مهارات حياتية، في الوقت الذي أنصح ممن يدرس بالالتفات إلى مهارة مكتسبة عليه وتطويرها والعمل بها .
وعلى مدار عامين، عقد مركز الفينيق 59 جلسة توعية حول أهمية التدريب المهني واختيار التخصصات العلمية والمهنية، والمشاركة الشبابية والتشغيل خلال الأعوام 2019-2022 ، بمشاركة 1715 مشارك ومشاركة من محافظات الكرك، مأدبا، البلقاء، والطفيلة منهم 739 ذكور و976 إناث.
واعتبر مدير مركز الفينيق أحمد عوض أن هذا الجهد من العمل يأتي للحد من معدلات البطالة، بتوفير فرص للشباب غير الجامعي وانخراط الشباب والنساء في بيئة عمل لائقه، ومشروعاً لتحفيز المجتمع بتغيير نظرته نحو التعليم الجامعي والانخراط بالعمل المهني.
وقال عن ذلك عوض “جاءت فكرة مشروع مشاركة الشباب في سوق العمل وتشغيلهم من فرضية، لا ننكر بها وجود أسباب اقتصادية وسياسات اقتصادية أضعفت نمو الاقتصاد الأردني، وبالتالي قللت من قدرة الاقتصاد الوطني على توليد المزيد من فرص العمل لاستيعاب الداخلين الجدد خريجي النظام التعليمي، سواء من تدريب مهني أو مدارس مهنية أو جامعات أو دبلوم.
وأشار إلى تراجع قدرات الاقتصاد الأردني على توليد فرص عمل جديدة، من حوالي 70 ألف قبل 10 سنوات إلى ما يقارب 40 الف في السنوات الأخيرة حتى قبل جائحة كورونا.
وبالتالي أصبحنا نبحث عن أسباب أخرى نستطيع نحن كمنظمات مجتمع مدني أن نتدخل فيها ونخفف من حدة المشكلة، ونترك للحكومة في إطار المشاريع ومجالات أخرى.
ووفق عوض فقد تبين لدينا وجود أسباب لها علاقة بالفجوة بين مخرجات التعليم وبين حاجات سوق العمل، ووجدنا أن نظام التدريب أثناء الدراسة غير فعال في الأردن، أي بمعنى يتخرج الطالب دون أن يكون قد تقدم للتدريب ويحصل على شهادة تدريب بالمدة المطلوبة، لكنه بالحقيقه لا يكون قد حصل على التدريب العملي المطلوب منه .
وتابع لا يعلم الطالب بعد التخرج انعكاسات ما قام به، حيث نجد الطلاب والطالبات يتخرجوا وينخرطوا بسوق العمل إلا أنهم يواجهون الواقع، في أن صاحب العمل لا يريد الذي تعلمه الطالب، إذ أن ما درّس ليس هو الواقع والمشغل الرئيسي في الأردن هو القطاع الخاص حقيقة تعيق انخراط الشباب في سوق العمل مع قلة الوظائف المتاح، وبالتالي عملنا ورقة سياسة حللنا لماذا نظام التدريب أثناء الدراسة في الأردن ضعيف؟ حددنا وطورنا سياسات بديلة هكذا يمكن تشجيع الشباب على اقتناص فرصة التدريب والإنخراط به، بعد هذه السياسة توجهنا إلى المحافظات ومعهد التدريب.
وقال عوض وجدنا إقبال شديد على الدراسة الجامعية وعدم الإقبال على التعليم التقني والمهني والمتوسط، مع أنه بنية الاقتصاد وماكينة الاقتصاد الأردني بحاجة إلى أيدي عاملة غير جامعية مهنيين فنيين تقنيين، هرم التعليم في الأردن مقلوب.
على سبيل المثال فرنسا، ألمانيا إيطاليا بريطانيا والدول التقدمة اقتصادياً، نجد أن القليلين يذهبون للتعليم الجامعي والكثيرين يذهبون إلى التعليم المتوسط والتقني هكذا هي طبيعة الاقتصاد في العالم.
محلياً، عندما أعلن عن تعزيز الدور الخاص “خصخصة التعليم ما بعد الجامعي” وكان ذلك بأوائل التسعينيات حتى الجامعات الخاصة أغلقت من قبل أصحابها وفتحت بها جامعات، وأصبح الترويج في الأردن لحملة المؤهل الجامعي.
وقال آنذاك كان هناك مبرراً لتعليم أبنائهم الجامعي خاصة لمن هم في دول الخليج، وذلك لتلبية طلبات سوق العمل الخليجي، لهذا أصبح لدينا توسع في التعليم الجامعي و90% من شبابنا وشاباتنا درسوا بالجامعات و10% درسوا التعليم التقني المهني.
بعكس العالم فأصبحت معدلات البطالة بين الجامعيين هي الأعلى، تقترب إلى 28% وبين النساء تقترب من 80% وكان لا بد من مطرح تساؤل حول جدوى التعليم الجامعي.
وإن كانت أسرة الطالب الجامعي تقترض وتبيع من أملاكها قطعة أرض وجمعيات لغايات تدريس أبنائهم بالجامعات، لتأتي الحكومة وتطلب انخراطهم بسوق العمل بعد حصولهم على تدريب مهني، وهنا يطرح سؤالاً آخر لماذا يصرف عشرات الالاف و4 سنوات من عمرالطالب وانتظار عدة سنوات للتوظيف لينخرط بعدها بسوق العمل.
وسوق العمل وفق عوض، بحاجة إلى أيدي عاملة لمهن بدليل في الأردن رقم يتراوح بين 800 إلى مليون عامل أجنبي يعملون في قطاعات عاملة ومطلوبة، وبسبب هذه الفجوة عملنا على زيادة التوعية للطلبة انفسهم في المدارس ولأهاليهم، تبين أن اللاعب الرئيسي في اختيار التخصص ومسار التعليم هم الأهل.
وتابع عوض، لهذا عملنا على ورشات عمل توعوية في 4 محافظات ونفذ المركز عشرات الجلسات التوعوية للأهالي والفاعلين من نوادي ومخاتير وغيرهم، وكنا نخبرهم خطورة دخول طلابنا إلى الجامعات ويجب أن ينخرطوا في التدريب المهني والتعليم التقني، ونفذنا عشرات جلسات التوعية التي استفاد منها الالاف من الطلبة والأهالي.
وقال الفكرة كانت كالتالي، نشجع الشباب والشابات وأهاليهم للالتحاق بالتعليم المتوسط والمهني لأنه يسرع انخراطه في سوق العمل، واستهدفنا طلبة الجامعات وأن يلتحقوا التدريب أثناء الدراسة، ليتمكنوا من الحصول على خبرات ومهارات تجعلهم ينخرطوا في سوق العمل.
وأضاف زادت البطالة وقت جائحة كورونا لكنها لم تكن سبباً في البطالة، وكانت النسبة 19% قبل كورونا أصبحت 25 % لينخفض الرقم إلى 23 % وما زالت معدلاتها عالية .
وأشارعوض العمل المركز على زيادة وعي الشباب والشابات من خلال عمل مجموعة فيديوهات لخريجي التدريب المهني يساعدهم على الانخراط في سوق العمل، وحققوا نجاحات إلى جانب زيادة في الدخل، كما شارك مجموعة من الشباب والشابات الذين التحقوا في التدريب المهني مقارنة بخريجي الجامعات وكانت هي قصص نجاح لعمل تغيير ثقافي.