بالتعاون بين “مؤسسة زين الشرف” و”تمكين” قصة طفلة تغادر بؤس اللجوء
17 أبريل، 2022الآلية الحكومية للموافقة على التمويل الأجنبي – تحديات وحلول
18 أبريل، 2022لطالما بحثت عبير محمد سعيد من داخل قرية الزعتري في محافظة المفرق عن مستقبل لمشاريع خاصة بها.
قبل 5 سنوات بدأت عبير مشوارها ببيع الأواني المنزلية والملابس القديمة المستعملة والجديدة منها، كما كان للعمل اليدوي جانبا من مشاريعها الصغيرة كتنسيق الزهور والقش إلا أن تلك المشاريع إنطفأ بريقها بعد مرور عدة أشهر من العمل بها.
السيدة عبيرة واجهت يأسها بتحدي عندما رغبت بتحقيق حلمها بإتقان مهارات تصفيف الشعر والتجميل لتصبح من بين 8 سيدات خصصن إحدى غرف منازلهن كصالونات تجميل للعمل منها كمصففات شعرومكياج ، ليكبر مشروعها وتتمكن من استئجار غرفة كبيرة مجاورة لمنزلها وتخصصها صالون للسيدات.
تبدل حال عبير، وهي أم لطفلة، بعد التحاقها بدورة ” تجميل ” مدتها 3 أشهر نفذتها جمعية النساء العربيات للتدريبات المهنية لسيدات داخل القرية.
لم تنس عبير في حديثها لـ “همم” عن اليوم الأول من التدريب والذي اكتشفت المدربة خلاله شغف عبير بتعلم تصفيف الشعر والمكياج، وقالت عبير “كنت أحرص كل الحرص على متابعة الجلسات والاستفسار عن أي معلومة من الممكن أن استفيد منها. ”
رغم المنافسه بين صاحبات الصالونات العاملة من داخل المنزل إلا أن عبير من خلال مشروعها أصبحت تحقق ربحاً مادياً تساعد به أحياناً زوجها.
قالت عبير “اليوم تغيرت شخصيتي ،عملي كمصففة شعر غير حالي لم أعد تلك المرأة المقهورة من ظروف الحياة، أصبحت أكثر تفاعلاً ونشاطاً ورغبة بإقتناص فرصة أي دورة أحقق منها هدفاً للنجاح”.
حصلت عبير على منحة من منظمة أكشن آيد (الشركاء) بعد اجتيازها الدورة بتفوق وقامت بشراء ما تحتاجه من مواد وبدأت عملها من داخل منزلها.
عبير اليوم تقدمها جميعة النساء العربيات من بين مجموعة من السيدات اللواتي استفدن من المشاريع التي تقدمها في التدريب المهني الخاص بتمكين المرأة حيث قامت بشراء بعض المعدات اللازمة من الأرباح التي حققتها أثناء عملها في المنزل.
حققت عبير أرباحاً خلال 3 أشهر من العمل بما قيمته 1500 دينار وهذا ما دفعها للعمل بكل حماس وتعلق على ذلك قائلة “بدأت أشعر بأني إنسانة ناجحة وقوية، أوضاع أسرتي المادية تتحسن وأنا فخورة بنفسي وفخورة بأني أخدم منطقتي التي أعيش فيها”.
إلا أن جائحة كورونا تركت أثرها على صاحبات تلك المشاريع التي تضررت بسبب الإغلاق والحظر والوضع الوبائي الذي شهده الأردن في آذار/مارس 2020 وانعكس سلباً على الأوضاع الاقتصادية.
صوت عبير خلال حديثها ما زال يحمل ذلك التفاؤل بأن القادم سيكون أفضل بعد أن اختارتها سيدات المنطقة ليحصلن على أجمل التسريحات والمكياج لجميع المناسبات.
تحلم عبير، وهي من بين 1000مستفيدة من تلك المشاريع، بأن يكون لديها مركز تجميل كبير مُجهز بأفضل وأحدث الأجهزة أشبه بصالونات عمان ذوات الصيت الشهير.
ما أجمل أن نرى السيدات في القرى متمكنات اقتصادياً ولديهن الرغبه بالعمل بتحقيق ذواتهن وتحسين أوضاعهن المعيشية هكذا عبرت ولاء حسن – منسقة مشاريع في جمعية النساء العربيات في الأردن.
وقالت إن جمعية النساء العربيات ومن خلال مشروع تعزيز صمود وتمكين النساء الأردنيات واللاجئات السوريات للتصدي لتعرضهن للعنف المبني على النوع الاجتماعي والممول من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية عبر الهيئة الكتالانية للسلام للفترة من حزيران/يونيو 2021 وينتهي في حزيران/يونيو 2023 ،تمكنت 1000 سيدة من الاستفادة من المشروع.
وأشارت إلى أن فكرة المشروع جاءت نتيجة لزيادة نسبة العنف خلال جائحة كورونا فتوجب عمل إجراءات مشددة للتصدي للعنف المبني على النوع الاجتماعي ومن هنا انطلقت فكرة المشروع.
وقالت أن الهدف الرئيسي هو تعزيز نظام الحماية الاجتماعية الوطني الشامل بما يتماشى مع معايير الحماية الدولية (شاملة وشفافة وعادلة) وبالتالي ضمان تلبية حقوق الأردنيين الأقل حظاً واللاجئين وضمان تعزيز حياة كريمة للجميع.
كما أن الهدف الخاص يعني بتقديم خدمات العنف المبني على النوع الاجتماعي للنساء والفتيات في المجتمع المحلي واللاجئات السوريات في مراكز جمعية النساء العربيات الآمنة في إربد والمفرق لمعالجة مشكلة العنف الأسري المتزايد ضد المرأة أثناء جائحة كورونا من خلال دراسة الحالة وتقديم استشارات قانونية.
ولفتت الحسن إلى تدريبات للجمعيات المحلية وموظفي وموظفات جمعية النساء العربيات إذ نلتزم بتنفيذ النشاط حسب اجراءات الامان والسلامة التي تقرها الحكومة الأردنية لمواجهة فايروس كورونا وفي حال تعارض الإجراءات مع عدد الحضور نلتزم بعقد النشاط عن بعد ، وعقد تدريبات مهنية وجلسات رفع الوعي.
ووفق أرقام صادرة عن المجلس الأعلى للسكان تشير إلى أن النساء يشكلنّ ما نسبته 47% من إجمالي سكان الأردن، حيث أن مشاركتهنّ الاقتصادية ما زالت منخفضة.
وبلغ معدل النشاط الاقتصادي للمرأة الأردنية 14.9% مقارنة بـ 53.1% للذكور، في حين بلغ معدل البطالة للإناث 33.6% مقارنة بـ 21.2% للذكور، وذلك بحسب مسح العمالة والبطالة للربع الثالث من عام 2020 الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة.